Saturday, October 23, 2010

فلوس الاخوان المسلمين راحت فين

بط.. لزق

محمد طعيمة

أموال.. ربانية

"إللي ح يختلف معانا.. ح نعلّقه بلبوص". تهديد إخواني أورده برنامج (مانشيت) الخميس الماضي، تعقيباً على أحدث أزمة داخلية يشهدها إخوان البنّا. وعلى منتديات الإخوان والفيس بوك كمية شتائم "مِِِِتنقية" طالت القيادي هيثم أبوخليل من "إخوة" له يصفون أنفسهم بالربانيين، لمجرد أنه طالب بإصلاح الجماعة وبشفافية ماليتها وبتطوير خطابها.

شتائم مِتنقية.. وتعليق بلبوص. عنف لفظي، سنتفهم حدته عندما نعلم أن أصل الخلاف هو المال.

قبل أيام تجرأ خالد داود عضو مجلس شورى الجماعة ووقع على بيان يطالب بمقاطعة الإخوان للانتخابات وبـ"تفعيل دور مجلس الشورى الرقابي على مؤسسات الجماعة المالية"، فرد زميله النائب حمدي حسن مُهدداً بفضح "اتهامات مالية كثيرة" للأول. تقدم داود ببلاغ للنائب العام ضد حمدي.

"شفافية مالية".. "رقابة مالية".. "اتهامات مالية". ابحث عن المال دائماً، مع الذين "كل شغلتهم" إنهم إخوان.. رايح الإخوان.. جاي من الإخوان، أو من يسيطرون على أموالها، أو من يدفعون/ يتبرعون لها من البسطاء.. أو الأثرياء السُذج الذين ضُللوا باسم الإسلام هول الحل. وتذكر أنه مع مجرد الحديث عن مخصصات القيادات المالية.. لا الفساد، أشهر عبدالله الخطيب مفتي الجماعة، البديل 11 نوفمبر 2008، "حد الحرابة" في وجه من تحدث.. "لأن أي نقد يوجه للجماعة يَضُر الإسلام والمسلمين".

طرفا الأزمة المالية الأخيرة ينتميان لشعبة الإسكندرية، والمخالفات التي ألمح حمدي لوجودها "قد" ترتبط بشركات لها أنشطة عقارية وتعليمية تتجاوز دفتريا الخمسين مليون جنيه، مُسجلة باسم ثلاثة من قيادات الإخوان.

في جنازة القيادي الراحل (محمد هلال) فوجئ المشيعيون ببنات المتوفى يصرخن في وجه د.محمد حبيب: حسبنا الله ونعم الوكيل. كان حبيب، حسب الزميلة الفجر 22 نوفمبر 2009، يناقشهن في عودة أموال كان يستثمرها أبوهن مع ضمان حصة مرضية لهن.. رفضن، فلا أوراق تثبت ملكيتها للجماعة. حال أموال البنّاوية لدى القيادي الراحل (محمد شاكر) كان أفضل، فمع مرض وفاته تفاوض مع من يُمسك بملف المال وأعاد تسجيل جزء من شركاته للمقاولات والبناء والسياحة باسم قيادات أخرى، مع وعد بما قيمته مائة مليون جنيه إضافية.. وتوفى قبل أن ينفذ التبرع، ورغم ترحيب ابنته وزوجته الألمانيتين الجنسية بوصيته.. رفض إخوته تنفيذها.

نموذجان كاشفان عن فوضى "مالية" الجماعة، التي مع فضح تفشي الفساد فيها، سعت لإعادة ترتيب دفاترها و"الإمساك بأوراق ضد" على من يديرون استثماراتها. من هؤلاء خالد داود، فهو والقياديان جمعه أمين ومحمود شكري يديرون عدة شركات متداخلة لصالحها، رحب داود وشكري بكتابة "ورقة الضد" ورفض أمين.. ثم عرض كتابتها مقابل تسجيل حصة باسم أولاده.. فرفضت الجماعة. لم تحل المشكلة، ومثل أمين عشرات الوكلاء، بعضهم "فك" الشركات وهرب بأموالها للخارج كما في "مجموعة مدارس مدينة نصر". تعاون داود.. فاتهمه حمدي، وتجاهل من "عسلج"، ربما لأن "إللي ح يختلف معانا.. ح نعلّقه بلبوص".

سياق تاريخي للبنّاوية يتفجر مع "إللي ح يختلف معانا". من المهجر فعلها الملياردير يوسف ندا ضد الملياردير صلاح إبراهيم.. منافسه على ملف العلاقات الخارجية للجماعة، "علّقه بلبوص" على شاشة الجزيرة مع نجمها الإخوانجي أحمد منصور. ندا اتهم صلاح في ذمته المالية وبـ"صلات مشبوهة مع جهات أمنية سويسرية"، فرد الثاني ببيان يتهم فيه الأول بفساد تسبب في إفلاس بنك التقوى، وبرشوة المذيع بـ"ثلاث شقق في مصر الجديدة، ثمن كل منها مليون جنيه"، ذكر أرقامها وعناوينها، و"أنه يتلقى منذ سنوات رشوة سنوية نظير حلقات أذاعها معه، حوله فيها إلى أسطورة دولية وشخصية عالمية". البيان نشره موقع (المصريون) في 3 مارس 2007، ولم نقرأ رداً لمنصور عليه، رغم أن صلاح كرر ما ورد به في أكثر من حوار، متهماً منصور بمنعه من الرد على ندا. صلاح وندا كانا في أول خلية للتنظيم الدولي، ارتبط اسماهما ببنك التقوى وبفضيحة إفلاسه، كلاهما أقر بالتعاون مع المخابرات السويسرية لكشف ملابسات الإفلاس. والبنك، كان أول وأكبر تجربة مصرفية أُممية "ربانية"، رعتها أسماء بثقل يوسف القرضاوي وزغلول النجار.

المال إذن.. لا الإسلام هو الحل. ستجده مشرقياً، في صراعات إخوان الأردن وفرعهم "الغزاوي"، حول استقلال حماس إدارياً ومالياً عنهم. ووفق القدس العربي 9 مايو 2009، والجزيرة نت 7 سبتمبر من ذات العام، فإن الخلاف اشتد حول تبعية مكاتب الإخوان الأردنيين والفلسطينيين بالخليج، حيث معظم تمويل حماس.. تبرعاً واستثماراً. بالتوازي مع اتهامات فساد لاحقت شيوخ (جمعية المركز الإسلامي)، الذراع المالي لإخوان الأردن منذ عام 1965، التي يتبعها مستشفيان بعمان والعقبة و15 مركزا صحيا و28 مدرسة وعشرات رياض الأطفال.

أيضاً مغربياً، دعك من ادعاءات الربانية. يقود (حمس) أبرز تجمعات إخوان الجزائر ضابط الجيش السابق أبوجرة سلطاني، بيده شركات الجماعة الأم.. والفروع، ويُوصف بأنه الذراع المالي الرئيسي للنائب الثاني للمرشد خيرت الشاطر في دول المغرب. فقط اعمل "سِيْرش" باسمه + فساد، واقرأ اتهامات "إخوانه" الجزائريين له داخل الجماعة.. وخلال توليه حقيبته الوزارية، قبل أن يضطر للاستقالة منها.

لم تتوقف يوماً صراعات البنّاوية على اقتسام تورتة توظيف الدين منذ اتهامات السكري لحسن البنا، ستجدها في مصر والمهجر والمشرق والمغرب. حين تعود للقاهرة دولتها القوية، سيحاسبون عن الأموال التي سلبوها من السُذّج داخل مصر وخارجها، وعن التبرعات التي جُمعت باسم فلسطين، وعن التمويل الآتي من عواصم غربية.

العربي القاهرية

الأحد 24 أكتوبر 2010